فصل: سنة تسع وستين ومائتين فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة تسع وستين ومائتين فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث

وحصروه في قصره‏.‏

فأصاب الموفق سهم فتألم منه‏.‏

ورجع بالجيش حتى عوفي فحصن الخبيث مدينته وبنى ما تهدم‏.‏

وفيها تخيل المعتمد على الله من أخيه الموفق و لا ريب في أنه كان مقهورًا مع الموفق‏.‏

فكاتب أحمد بن طولون واتفقا وسافر المعتمد في خواصه من سامر يريد اللحاق بإبن طولون‏.‏

في صورة متنزه متصيد‏.‏

فجاء كتاب الموفق إلى إسحاق بن ككلح يقول‏:‏ متى تفق ابن طولون المعتمد لم تعق منكم باقية وكان إسحاق على نصيبين في أربعة آلاف فبادر إلى الموصل فإذا بحرقات المعتمد وأمراؤه فوكل بهم وتلقى المعتمد بين الموصل والحديثة فقال‏:‏ يا إسحاق لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل فقال‏:‏ أخوك يا أمير المؤمنين في وجه العدو و أنت تخرج عن مستقرك‏.‏

فمتى علم رجع عن قتال الخبيث عدوك على دار آبائك‏.‏

ثم كلم المعتمد بكلام قوي ووكل به وساقه وأصحابه إلى سامرا فتلقاه صاعد كاتب الموفق‏.‏

وتسلمه من إسحاق فأنزله في دار أحمد بن الخصيب ومنعه من الدخول دار الخلافة‏.‏

ووكل بالدار خمسمائة‏.‏

يمنعون من يدخل إليه وبقي صاعد يقف في خدمته‏.‏

ولكن ليس له حل ولا ربط‏.‏

وأما ابن طولون فجمع الأمراء والقضاة وقال‏:‏ قد نكث الموفق بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد فخلعوه إلا القاضي بكار قيده وحبسه وأمر بلعنة الموفق على المنابر‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن منقذ الخولاني المصري‏.‏

صاحب ابن وهب‏.‏

وكان ثقة‏.‏

وفيها الأمير عيسى بن الشيخ بن الذهلي وكان قد ولي دمشق‏.‏

فأظهر الخلاف في سنة خمس وخمسين‏.‏

وأخذ الخزائن وغلب على دمشق‏.‏

فجاء عسكر المعتمد فالتقاهم ابنه ووزيره فهزمهم وقتل ابنه وصلب وزيره‏.‏

وهرب عيسى ثم استولى على أمد وديار بكر مدة‏.‏

سنة سبعين ومائتين فيها التقى المسلمون والخبيث فاستظهروا ثم وقعة أخرى قتل فيها‏.‏

وعجل الله بروحه إلى النار واسمه علي بن محمد العبقسي المدعي أنه علوي ولقد طال قتال المسلمين معه واجتمع مع الموفق نحو ثلاثمائة ألف مقاتل أجناد ومطوعة وفي آخر الأمر التجأ الخبيث إلى جبل ثم

تراجع هو وأصحابه إلى مدينهم فحاربهم المسلمون‏.‏

فانهزم الخبيث وتبعهم أصحاب الموفق يأسرون ويقتلون ثم استقبل هو وفرسانه وجملوا على الناس فأزالوهم فحمل عليه الموفق والتحم القتال وإذا بفارس قد أقبل ورأس الخبيث في يده فلم يصدقه فعرفه جماعة من الناس فحينئذ ترجل الموفق وابنه المعتضد والأمراء فخروا لله سجدًا وكبروا وسار الموفق فدخل بالرأس بغداد وعملت القباب وكان يوما مشهودًا وأمن الناس وشرعوا يتراجعون إلى الأمصار التي أخذها الخبيث وكانت أيامه خمس عشرة سنة‏.‏

قال الصولي‏:‏ قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف‏.‏

قال‏:‏ وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف وكان يصعد على المنبر فيسب عثمان وعليًا وعائشة ومعاوية‏.‏

وهو اعتقادً الأزارقة وكان ينادي في عسكره على العلوية بدرهمين وثلاثة وكان عند الواحد من الزنج العشرة من العلويات يفترشهن وكان الخبيث خارجيًا يقول‏:‏ لاحكم إلا لله‏.‏

وقيل‏:‏ كان زنديقًا يتستر بمذهب الخوارج وهو أشبه فان الموفق كتب إليه وهو يحاربه في سنة سبع وستين يدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله مما فعل من سفك الدماء وسبي الحريم وانتحال النبوة والوحي فما زاده الكتاب إلا تجبرًا وطغيانًا‏.‏

ويقال‏:‏ إنه قتل الرسول فازل الموفق مدينته المختارة فتأملها فاذا مدينة حصينة محكمة الأسوار عميقة الخادق فرأى شيعا مهولا ورأى من كترة المقاتلة ما أذهله تم رموه رمية واحدة بالمجانيق والمقاليع والنشاب وصاحوا صيحة واحدة ارتجت منها الأرض فعمد الموفق إلى مكاتبة قواد الخبيث واستمالهم فاستجاب اسه عدد منهم فأحسن إليهم وقتل وكان الخبيث منجما يكتب الخروز وأول شيئ كان بواسط فحبسه محمد بن أبي عون ثم أطلقه فلم يلبث أن خرج بالبصرة واستغوى السودان الزبالين والعبيد فصار أمره إلى ما صار‏.‏

وفيها في ذي القعدة توفي أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون وهو في عشر الستين وخلف عشرة ألف ألف دينار وكان له أربعة عشر ألف مملوك وكان كريمًا شجاعًا مهيبًا حازمًا لبيبًا‏.‏

قال القضاعي‏:‏ كان طائش السيف‏.‏

فأحصي من قتله صرًا أو مات في سجنه‏.‏

فكانوا ثمانية عشر ألفًا وكان يحفظ القرآن وأوتي حسن الصوت به‏.‏

وكان كثير التلاوة‏.‏

وكان أبوه أحمد من مماليك المأمون‏.‏

مات سنة أربعين ومائتين‏.‏

وملك أحمد الديار المصرية‏.‏

ست عشر سنة وفيها أسيد بن عاصم الثقفي الأصبهاني أخو محمد بن عاصم رحل وصنف المسند وسمع من سعيد بن عامر الضبعي وطبقته‏.‏

وفيها بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي أبو بكرة الفقيه البصري قاضي الديار المصرية في ذي الحجة سمع أبا داود الطيالسي وأقرانه‏.‏

وله أخبار في العدل والعفة والنزاهة والورع‏.‏

ولاه المتوكل القضاء في سنة ست وأربعين‏.‏

وفيها الحسن بن علي بن عفان أبو محمد العامري الكوفي في صفر روى عن عبد الله بن نمير وأبي أسامة وعدة‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏

وفيها داود بن علي الإمام أبو سليمان الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري صاحب التصانيف في رمضان وله سبعون سنة سمع القعنبي وسليمان بن حرب وطبقتهما‏.‏

وتفقه على أبي ثور وابن راهويه وكان زاهدًا ناسكًا‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ إليه انتهت رئاسة العلم ببغداد قيل‏:‏ إنه كان يحضر مجلسه كل يوم أربعمائة صاحب طيلسان أخضر‏.‏

وفيها الربيع بن سليمان المرادي مولاهم المصري الفقيه صاحب الشافعي وهو في عشر المائة سمع بن وهب وطائفة وكان إمامًا ثقة صاحب حلقة بمصر‏.‏

وفيها زكريا بن يحيى بن أسد أبو يحيى المروزي ببغداد روى عن سفيان بن عيينة وأبي معاوية‏.‏

قال الدراقطني‏:‏ لا بأس به‏.‏

وفيها العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي المحدث العابد في ربيع الآخر وله مائة سنة تامة‏.‏

روى عن أبيه ومحمد بن شعيب وجماعة‏.‏

قال أبو داود‏:‏ كان صاحب ليل‏.‏

وفيها أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ببغداد في ذي الحجة سمع حسين بن علي الجعفي وأبا أسامة وثقة الدارقطني وغيره‏.‏

وفيها محمد بن إسحاق أبو بكر الصغاني ثم البغدادي الحافظ الحجة في صفر سمع يزيد بن هارون وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة أبو د الله الحافظ المجود سمع أبا عاصم النبيل وطبقته‏.‏

قال النسائي‏:‏ ثقة صاحب حديث وكان مع إمامته وعلمه فيه نأو وتعظيم لنفسه‏.‏

وفيها محمد بن هشام بن ملاس أبو جعفر النميري الدمشقي عن سبع وتسعين سنة روى عن مروان بن معاوية الفزاري وغيره وكان صدوقًا‏.‏

سنة إحدى وسبعين ومائتين فيها وقعت الطواحين وكان ابن طولون خلع الموفق من ولاية العهد ومات وقام بعده ابنه خمارويه على ذلك فجهز الموفق ولده أبا العباس المعتضد في جيش كبير وولاه مصر والشام

فسار حتى نزل بفلسطين وأقبل خمارويه فالتقا الجمعان بفلسطين وحمي الوطيس حتى حرت الأرض من الدماء ثم انهزم خمارويه إلى مصر ونهبت خزائنه وكان سعد الأعسر كمينًا لخمارويه فخرج على أبي العباس وهم فارو فأوقعوا بهم فانهزم هو وجيشه أيضًا حتى ول طرسوس في نفير يسير وذهبت خزائنه أيضًا حواها سعد وأصحابه‏.‏

وفيها توفي عباس بن محمد بن حاتم الدوري الحافظ أبو الفضل مولى بني هاشم ببغداد في صفر سمع الحسين بن علي الجعفي وأبا النضر وطبقتهما وكان من أئمة الحديث‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البصري أبو سعيد صاحب يحيى القطان‏.‏

يوم الأضحى بسامرا‏.‏

وفيه لين‏.‏

وفيها محمد بن حماد الطهراني الرازي الحافظ أحد من رجل إلى عبد الرزاق‏.‏

وحدث بمصر والشام والعراق وكان ثقة‏.‏

وفيها أبو الحسن محمد بن سنان بن القزاز‏.‏

بصري نزل بغداد‏.‏

روى عن عمر بن يونس اليماني وجماعة‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ لا بأس به‏.‏

وقال أبو داود‏:‏ يكذب‏.‏

وفيها يوسف بن سعيد بن مسلم الحافظ أبو يعقوب محدث المصيصة روى عن حجاح الأعور وعبيد الله بن موسى وطبقتهما قال النسائي‏:‏ ثقة حافظ‏.‏

سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي في شعبان ببغداد في عشر المائة سمع أبا بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وطبقتهما‏.‏

وثقه ابنا حبان‏.‏

وفيها أحمد بن الفرح أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي روى عن بقية وجماعة قال ابن عدي‏:‏ هو وسط ليس بحجة‏.‏

وفيها أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني الزاهد الرازي صاحب المسند‏.‏

رحل وسمع أبا نعيم وطبقته‏.‏

وفيها أبو معين الرازي الحسين بن الحسين الحافظ رحل وسمع سعيد بن أبي مريم وأبا سلمة التبوذكي وطبقتهما‏.‏

وفيها سليمان بن سيف الحافظ أبو داود محدث حران وشيخها‏.‏

في شعبان سمع يزيد بن هارون وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن عبد الوهاب العبدي أبو أحمد الفراء النيسابوري الفقيه الأديب أحد أوعية العلم سمع حفص بن عبد الله وجعفر بن عون والكبار‏.‏

وفيها محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر بن المنادى المحدث في رمضان ببغداد وله مائة سنة وستة عشر شهرًا سمع حفص بن غياث وإسحاق الأزرق وطبقتهما‏.‏

وفيها محمد بن عوف بن سليمان بن سفيان أبو جعفر الطائي الحافظ محدث حمص سمع محمد بن يوسف الفريائي وطبقته‏.‏

وكان من أئمة الحديث‏.‏

سنة ثلاث وسبعين ومائتين فيها توفي إسحاق بن سيار النصيبني محدث نصيين‏.‏

في ذي الحجة سمع الخريبي وأبا عاصم وطبقتهما‏.‏

وفيها حنبل بن إسحاق الحافظ أبو علي ابن عم الإمام أحمد وتلميذه‏.‏

في جمادى الأولى‏.‏

سمع أبا نعيم والحميدي‏.‏

وجمع وصنف‏.‏

وفيها أبو أمية الطرطوسي محمد بن إبراهيم بن مسلم الحافظ سمع عبد الوهاب بن عطاء وشبابة وطبقتهما‏.‏

وكان من ثقات المصنفين‏.‏

وفيها محمد بن يزيد بن ماجه الحافظ الكبير أبو عبد الله القزويني صاحب السنن والتفسير والتاريخ‏.‏

سمع أبا بكر بن أبي شعيبة‏.‏

ويزيد بن عبد الله اليمامي‏.‏

وهذه الطبقة‏.‏

وفيها أحمد بن الوليد الفحام أبو بكر البغدادي روى عن عبد الوهاب بن عطاء وطائفة وكان ثقة‏.‏

وفيها في صفر صاحب الأندلس محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ابن هشام الأمو ي أبو عبد الله وكانت دولته خمسًاوثلاثين سنة وكان فقيهًا عالمًا فصيحًا مفوهًا رافعًا علم الجهاد‏.‏

قال بقي بن مخلد‏.‏

ما رأيت ولا سمعت أحدًا من الملوك أفصح منه ولا أعقل‏.‏

وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي‏:‏ هو صاحب وقعة وادي سليط التي لم سيمع بمثلها‏.‏

يقال‏:‏ إنه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر‏.‏

رحمة الله عليه‏.‏

سنة أربع وسبعين ومائتين فيها توفي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر‏.‏

أبو علي الأطرابلسي‏.‏

في جمادى الآخرة روى عن مؤمل بن إسماعيل وطبقته وكان من نبلاء العلماء‏.‏

وفيها الحسن بن مكرم بن حسان أبو علي ببغداد روى عن علي ابن عاصم وطبقته‏.‏

ووثق‏.‏

وفيها خلف بن محمد الواسطي كردوس الحافظ سمع يزيد بن هارون وعلي بن عاصم‏.‏

وفيها عبد الملك بن عبد الحميد الفقيه أبو الحسن الميموني الرقي‏.‏

صاحب الإمام أحمد في

وفيها محمد بن عيسى بن حبان المدائني‏.‏

روى عن سفيان بن عيينة وجماعة‏.‏

لينه الدراقطني‏.‏

وقال البرقاني‏:‏ لا بأس به‏.‏

سنة خمس وسبعين ومائتين فيها توفي أبو بكر المروذي الفقيه أحمد بن محمد بن الحجاج في جمادى الأولى ببغداد وكان أجل أصحاب أحمد بن حنبل إمامًا في الفقه والحديث‏.‏

كثير التصانيف خرج مرة إلى الرباط فشيعه نحو خمسين ألفًا من بغداد إلى سامرا‏.‏

وفيها أحمد بن ملاعب الحافظ أبو الفضل المخرمي‏.‏

وله أربع وثمانون سنة سمع عبد الله بن بكر وأبا نعم وطقبتهما‏.‏

وفيها الإمام أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث بن إسحاق ابن بشير الأزردي صاحب السنن التصانيف المشهورة في شوال بالبصرة وله بضع وسبعون سنة سمع مسلم بن إبراهيم والقعنبي وطبقتهما‏.‏

وطوف الشام والعراق ومصر والحجاز والجزيرة وخراسان وكان رأسًا في الحديث رأسًا في الفقه‏.‏

ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى إنه كان يشبه بشيخه الإمام أحمد بن حنبل‏.‏

وفيها يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان أبو بكر البغدادي المحدث في شوال روى عن علي بن عاصم ويزيد بن هارون وجماعة وصحح الدارقطيني حديثه‏.‏

سنة ست وسبعين ومائتين فيها جرت حروب صعبة بين صاحب مصر خمارويه وبين محمد بن أبي الساج ثم ضعف محمد وهرب إلى بغداد‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري محدث الكوفة في ذي الحجة صنف المسند والتصانيف وروى عن جعفر بن عون وطبقته‏.‏

قال ابن حبان‏:‏ كان متقنًا‏.‏

وفيها الإمام بقي بن مخلد أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ أحد الأئمة الأعلام في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة سمع يحيى ابن يحيى الليثي ويحيى بن بكير وأحمد بن حنبل وطبقتهم وصنف التفسير الكبير والمسند الكبير‏.‏

قال ابن خزم‏:‏ أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره وكان بقي علامة فقيها مجتهدًا صواما قوامًا تبتلًا عديم المثيل‏.‏

وفيها الإمام الورع أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري‏.‏

صاحب التصانيف في فنون العلم والآداب في رجب ببغداد فجأة وله ثلاث وستون سنة روى عن إسحاق بن راهويه وغيره‏.‏

وفيها أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري الحافظ أحد العباد والأئمة في شوال ببغداد‏.‏

روى عن يزيد بن هارون وطبقته ووثقه أبو داود‏.‏

قال أحمد بن كامل‏:‏ قبل عنه إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ويقالء بن روى من حفطه ستين ألف حديث‏.‏

وفيها محدث الأندلس قاسم بن محمد بن قاسم الأمو ي مولاهم القرطبي الفقيه له رحلتان إلى مصر وتفقه على الحارث بن مسكين وابن عبد الحكيم وكان مجتهدًا لا يقلد‏.‏

قال بقي بن مخلد‏:‏ هو أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأما ابن عبد الحكم فقال‏:‏ لم يقدم علينا من الأندلس أعلم من القاسم‏.‏

وقال محمد بن عمر بن لبابة ما رأيت أفقه منه‏.‏

قلت‏:‏ وروى عن إبراهم بن المنذر الحزامي‏.‏

وفيها محدث مكة محمد بن إسماعيل الصائغ أبو جعفر‏.‏

وقد قارب التسعين سمع أبا أسامة

وفيها محدث دمشق أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد سمع أبا مسهر والحميدي و طبقتهما‏.‏

وكان ثقة بصيرًا بالحديث‏.‏

سنة سبع وسبعين ومائتين فيها توفي حافظ المشرق أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي في شعبان وفي عشر التسعين وكان بارع الحفظ واسع الرحلة من أوعية العلم سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا مسهر وخلقا لا يحصون وكان جاريا في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي‏.‏

وفيها المحدث أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني الكوفي صاحب المسند‏.‏

روى عن عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وطبقتهما وكان ثقة‏.‏

وفيها الإمام أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ أحد أركان الحديث‏.‏

وصاحب المشيخة والتاريخ في وسط السنة وله بضع وثمانون سنة‏.‏

سمع أبا عاصم وعبيد الله بن موسى وطبقتهما فأكثر‏.‏

سنة ثمان وسبعين ومائتين فيها مبدأ ظهور القرامطة بسواد الكوفة‏.‏

وهم خوارج زنادقة مارقة من الدين‏.‏

وفيها توفي الموفق أبو أحمد طلحة ويقال ابن محمد بن المتوكل ولي عهد أخيه المعتمد في صفر وله تسع وأربعون سنة وكان ملكًا مطاعًا وبطلًا شجاعًا ذا بأس وأيد ورأي وحزم‏.‏

حارب الزنج حتى أبادهم وقتل طاغيتهم وكان جميع أمر الجيوش إليه وكان محببًا إلى الخلق وكان المعتمد مقهورًا معه اعتزاه بقرس فبرح به وأصاب رجله داء الفيل وكان يقول‏:‏ قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق وما أصبح فيهم أسوأ حالًا مني‏.‏

واشتد ألم رجله وانتفاخها إلى أن مات منها وكان قد ضيق على ابنه أبي العباس وخاف منه فلما احتضر رضي عليه‏.‏

فلما توفي ولاه المعتمد ولاية العهد ولقبه المعتضد وكان بعض الأعيان يشبه الموفق بالمنصور‏.‏

في حزمه ودهائه ورأيه‏.‏

قلت‏:‏ وجميع الخلفاء إلى اليوم فمن ذريته‏.‏

وفيها عبد الكريم بن الهيثم أبو يحيى الدير عاقولي رحل وحصل وجمع وروى عن نعيم وأبي اليمان وطبقتهما وكان أحد الثقات‏.‏

وفيها موسى بن سهل بن كثير الوشاء ببغداد في ذي القعدة وهو آخر من حدث عن ابن علية وإسحاق الأزرق ضعفه الدارقطني‏.‏

تمكن المعتضد أبو العباس من الأمور وأطاعته الأمراء حتى ألزم عمه المعتمد أن يقدمه في العهد على ابنه المفوض‏.‏

ففعل مكرها‏.‏

وفيها منع المعتضد من بيع كتب الفلاسفة والجدل‏.‏

وتهدد على ذلك ومنع المنجمين والقصاص من الجلوس‏.‏

فكان ذلك من حسناته‏.‏

وفيها توفي في رجب المعتمد على الله وله خمسون سنة‏.‏

وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة ويومين وكان اسمر ربعة نحيفًا مدور الوجه صغير اللحية مليح العينين ثم سمن وأسرع إليه الشيب ومات فجأة‏.‏

وأمه أم ولد اسمها فتيان‏.‏

وله شعر متوسط‏.‏

وكان قد أكل رؤوس جدي فمات من الغد بين المغنين والندماء‏.‏

فقيل سم في الرؤوس‏.‏

وقيل نام فغم في بساط‏.‏

وقسل سم في كأس الشراب فدخل عليه القاضي والشهود‏.‏

فلم يرو به أثرًا وكان منهمكًا في اللذات فاستولى أخوه على المملكة وحجر عليه في بعض الأشياء فاستصعب المعتضد الحال بعد أبيه‏.‏

وعن أحمد بن يزيد قال‏:‏ كنا عند المعتمد وكان كثير العربدة إذا سكر فذكر حكاية‏.‏

وفيها توفي أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ ابن الحافظ أبو بكر النسائي ثم البغدادي‏.‏

مصنف التاريخ الكبير وله أربع وتسعون سنة سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما‏.‏

وفيها إبراهيم بن عبد الله بن عمر العبسي الكوفي القصار‏.‏

أبو إسحاق آخر أصحاب وكيع وفاة‏.‏

وفيها جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ببغداد‏.‏

وله تسعون سنة‏.‏

روى عن أبي نعيم وطبقته وكان زاهدًا عابدًا ثقة‏.‏

ينفع الناس ويعلمهم الحديث‏.‏

وفيها أبو يحيى عبد الله بن أحمد زكريا بن أبي مبسرة‏.‏

محدث مكة‏.‏

في جمادى الأولى‏.‏

روى عن عبد الرحمن المقري وطبقته‏.‏

وفيها الامام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي الحافظ‏.‏

مصنف الجامع‏.‏

في رجب بترمذ‏.‏

سمع قتيبة وأبا مصعب وطبقتهما‏.‏

وكان من أئمة هذا الشأن وكان ضريرًا‏.‏

فقبل إنه ولد أكمه‏.‏

وفيها أبو الأحوص محمد بن الهيثم الحافظ‏.‏

قاضي عكبرا‏.‏

في جمادى الآخرة وكان أحد من عني بهذا الشأن فروى عن عبد الله بن رجاء‏.‏

وسعد بن عفير‏.‏

و طبقتهما‏.‏

سنة ثمانين ومائتين فيها توفي القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي الفقيه الحافظ صاحب المسند روى عن أبي نعيم ومسلم بن بن إبراهيم وخلق وكان بصيرًا بالفقه عارفًا بالحديث وعلله

وفيها الإمام قاضي الديار المصرية أحمد بن أبي عمران أبو جعفر الفقيه الحنفي تفقه على محمد بن سماعة‏.‏

وحدث بن عاصم بن علي وطائفة‏.‏

وروى الكثير من حفظه لأنه عمي بمصر وهو شيخ الطحاوي بمصر في الفقه‏.‏

وفيها الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدرامي السجزي الحافظ‏.‏

صاحب المسند والتصانيف‏.‏

روى عن سليمان بن حرب وطبقته‏.‏

وكان جذعا في أعين المبتدعة‏.‏

قيمًا بالسنة‏.‏

قال يعقوب بن إسحاق الهروي ما رأينا أجمع منه أخذ الفقه عن البويطي‏.‏

والعربية عن ابن الأعرابي‏.‏

والحديث عن ابن المديني‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

وقد ناهز الثمانين‏.‏

وفيها الحافظ أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي أحد أعلام السنة سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وسعيد بن أبي مريم وطبقتهما‏.‏

وجمع وصنف‏.‏

وفيها أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرقي محدث الرقة وشيخها في ذي الحجة وقد قارب التسعين روى عن حجاح الأعور وخلق كثير وله شعر رائق‏.‏

سنة إحدى وثمانين ومائتين فيها توفي إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمذاني بن ديزيل ويعرف بدابة عفان للزومه له ويلوسيفينه وكان ثقة جوالًا صالحًا‏.‏

يصوم صوم داود سمع أيضا أبا مسهر وأبا اليمان وطبقتهما وكان من أكثر الحفاظ حديثًا‏.‏

وفيها الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي مولاهم البغدادي صاحب التصانيف في جمادى الأولى وقد نيف على الثمانين‏.‏

وكان صدوقًا أديبًا أخباريًا كثير العلم‏.‏

روى عن خالد بن خداش وسعيد بن سليمان سعدويه وطبقتهما‏.‏

وفيها الإمام أبو زرعة عبد الرحمن عمرو البصري الدمشقي الحافظ في جمادى الآخرة سمع أبا مسهر وأبا نعيم وطبقتهما وصنف التصانيف‏.‏

وكان محدث الشام في زمنه‏.‏

وفيها الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ الانطاكي أحد أركان الحديث سمع عفان وسعيد بن عفير والكبار‏.‏

و قال محمد بن خميرويه‏:‏ هو أحفظ من رأيت توفي في آخر السنة‏.‏

وفيها العلامة أبو عبد الله‏.‏

محمد بن إبراهيم بن المواز الاسكندراني المالكي‏.‏

صاحب التصانيف‏.‏

أخذ عن أصبغ بن الفرج وعبد الله بن عبد الحكم وانتهت إليه رئاسة المذهب وإليه كان المنتهى في تفريع المسائل‏.‏

فيها وقع الصلح بين المعتضد وخمارويه وتزوج المعتضد بابنة‏.‏

خمارويه على مهر مبلغه ألف ألف درهم فأرسلت إلى بغداد وبنى بها المعتضد وقوم جهازها بألف ألف دينار وأعطت ابن الجصاص الذي مشى في الدلالة مائة ألف درهم‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن إسماعيل‏.‏

الحافظ أبو إسحاق الطوسي العنبري‏.‏

سمع يحيى بن يحيى التميمي‏.‏

فمن بعده وكان محدث الوقت وزاهده‏.‏

بعد محمد بن أسلم بطوس صنف المسند الكبير في مئتي جزء‏.‏

وفيها العلامة أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد ابن زيد الأزدي مولاهم‏.‏

البصري الفقيه المالكي القاضي ببغداد‏.‏

في ذي الحجة فجأة وله ثلاث وثمانون سنة وأشهر سمع الأنصاري ومسلم بن إبراهيم وطبقتهما وصنف التصانيف في القراءات والحديث وبالفقه وأحكام القرآن والأصول‏.‏

وتفقه على أحمد بن المعدل‏.‏

وأخذ علم الحديث عن ابن المديني وكان إمامًا في العربية حتى قال المبرد‏:‏ هو أعلم بالتصريف مني‏.‏

وفيها الحافظ أبو الفضل‏.‏

جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي البغدادي في رمضان‏.‏

سمع عفان وطبقته‏.‏

وكان ثقة متحريًا إلى الغاية في التحديث‏.‏

وفيها الحافظ أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي البغدادي صاحب المسند يوم

عرفة وله ست وتسعون سنة‏.‏

سمع علي بن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء وطبقتهما‏.‏

قال الدراقطني‏:‏ صدوق‏.‏

وفيها الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي المفسر نزيل نيسابور وكان آية في معاني القرآن صاحب فنون وتعبد قيل إنه كان يصلي في اليوم والليلة ستمائة ركعة وعاش مائة وأربع سنين روى عن يزيد بن هارون والكبار‏.‏

وفيها خمارويه بن أحمد بن طولون الملك أبو الجيش متولي مصر والشام وحمو المعتضد بالله فتك به غلمان له راودهم في ذي القعدة بدمشق وعاش اثنتين وثلاثين سنة وكان شهما صارمًا كأبيه‏.‏

وفيها الحافظ أبو محمد الفضل بن المسيب البيهقي الشعراني طوف الأقاليم وكتب الكثير وجمع وصنف‏.‏

روى عن سليمان بن حرب وسعيد بن أبي مريم وطبقتهما‏.‏

وفيها محمد بن الفرج الأزرق أبو بكر في المحرم ببغداد سمع حجاح بن محمد وأبا النضر وطبقتهما‏.‏

وفيها العلامة أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير اللغوي الأخباري وله إحدى وتسعون سنة وأضر وله أربعون سنة أخذ عن أبي عبيدة وأبي عاصم النبيل

سنة ثلاث وثمانين ومائتين فيها ظفر المعتضد بهرون الشاري رأس الخوارج بالجزيرة وأدخل راكبًا فيلًا‏.‏

وزينت بغداد‏.‏

وفيها أمر المعتضد في سائر البلاد بتوريث ذوي الأرحام وإبطال دواوين المواريث في ذلك وكثر الدعاء له وكان قبل ذلك من أبطال السرورود من السراك رامان من المجوس‏.‏

وفيها التقى عمرو بن الليث الصفار ورافع بن هرثمة فانهزمت جيوش رافع وهرب وساق الصفار وراءه فأدركه بخوارزم فقتله وكان المعتضد قد عزل رافعا عن خراسان واستعمل عليها عمرو بن الليث في سنة تسع وسبعين فبقي رافع بالري وهادن الملوك المجاورين له ودعا الى العلوي‏.‏

وفيها وصلت تقادم عمرو بن الليث إلى المعتضد من جملتها مائتا حمل مال‏.‏

وفيها توفي القدوة العارف سهل بن عبد الله التستري الزاهد في المحرم عن نحو من ثمانين سنة وله مواعظ وأحوال وكرامات وكان من أكبر مشايخ القوم‏.‏

وفيها أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المروزي ثم البغدادي الحافظ صاحب الجرح والتعديل أخذ عن أبي حفص الفلاس وطبقته‏.‏

قال أبو أحمد بن عدي‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏

وقال بكر بن محمد البصري‏:‏ سمعته يقول‏:‏ شربت بولي في طلب هذا الشأن خمس مرات‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة‏.‏

أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري وكان رئيسًا معظمًا دينًا خيرًا‏.‏

روى عن أبي الوليد الطياليسي وجماعة‏.‏

وفيها محمد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الباغندي محدث واسط مشهور‏.‏

نزل بغداد وحدث بن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبيد الله بن موسى‏.‏

وكان صدوقا وهو والد الحافظ محمد بن محمد‏.‏

وفيها تمتام الحافظ أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي البصري في رمضان ببغداد‏.‏

روى عن أبي نعيم وعفان وطبقتهما وصنف وجمع‏.‏